الاثنين، 30 أبريل 2018

الكاتب المبدع سليمان سليمان

(نيالو الواقف عالأرض)
في عام الثمانين كنت معلما في محافظة الحسكة
ذهبت لزيارة زميل لي في قرية مجاورة.
الحر شديد
نظرت إلى القرية التي سأمشي إليها
كانت تبدو قريبة
مشيت ساعة وأكثر
اشتد بي العطش
الأرض قفراء
رأيت راعي غنم
اتجهت إليه
- السلام عليكم
- هاي خوي
- عطشان وأشرت إليه أنني أريد ماء
- يا خوي ما بيه ماء
وفوراََ بدأ بحلب غنمة وناولني صحناََ من الحليب.
- يا خوي ما بشرب حليب وبعمري ما شربته ولو بموت ما بشربه.
- أبويييي..... تموت...... سلامتك
يالله قوم قوووووم.
وشدني من يدي إلى فرس معه
وبلمح البصر كان على ظهرها وقال لي :
- انطيني ايدك يوووه
- يا خوي دخيل الله اتركني ما بدي اشرب ولا شي.
- اووووه أنت تخاف ترشب الفرس
يللللااااه تعال.
ولم أشعر إلا وأنا على ظهرها.
وبكل ما امتلكت من قوة أحطت خصره بيدي وشبكتهما وهو يضحك.
انطلقت الفرس جامحة وبسرعة
لم أتجرأ النظر إلى الأرض
قلت وبصوت عال :
- نيالو الواقف عالأرض.
- ويش تقول يا خوي؟
- ما عم قول شي عم غني.
- تعييييش تعييييش.
وصلنا قريته
أدخلوني مضافة رئيس العشيرة
أحضروا لي الماء
شربت
تعرفوا علي وأنا مرعوب رعبا لم أعرفه في حياتي من ركوبي على الفرس.
وقفت لأستأذنهم بالإنصراف
- يا استاذ عنا مثل يقول :
الضيف يجي أمير ويروح أمير يدخل عتبة البيت يصير أسير.
اذبح يا نواف. يا هلا بالضيف والله.
أخبرتهم أنني كنت ذاهبا لزيارة رفيقي في قرية اسمها حرم شداد وسيقلق علي.
- ويش اسم رفيقك يا استاذ؟
- نديم.
- جويد يا جويد
روح احضر الاستاذ نديم لهون وقله رفيقك ( شنو اسمك يا استاذ) ؟ 
- سليمان
- قول للاستاذ نديم رفيقك سليمان عند الشيخ يريدك والشيخ عازمك للديرة.
- تامر.   تامر.   يا شيخ.
وبعد حوالي الساعة كان رفيقي على ظهر الفرس ووجهه شاحب وشعر رأسه واقف وكأن وحوش الغابة أرعبته.
أمضينا نهارنا عندهم وسهرنا على الأحاديث والأغاني مع صوت الرباب والشعر البدوي الرائع وكأن في القرية عرس.
نمنا وفي الصباح أوصلوا كل منا إلى مدرسته.
أيام ولا أجمل.
حرام ما صار في سوريا
يا ريت تعود أيام زمان ويعم سوريا الحب والوئام والأمان.
عذرا للإطالة.
سليمان سليمان ( أبو محمد)

الكاتب المبدع سليمان سليمان

(( أيتها الخمرة))
أيتها الخمرة التي ما يوماً أحببتك ولا حاولت أن أَشُقَّ طريقاً يأخذني إلى عالَمِك الذي لا يرحم.
لكنني وفي جلسة مع الأصدقاء وكانت الخمرة سيدة الموقف.
قلت في نفسي وبعد تَرَدُّدٍ :
بما أنها جاءت إلي بنفسها فليكن كأساً واحداً مهما كانت العاقبة.
العاقبة التي توقعتها من الله وتحريمه للخمر كانت في الحسبان وقلت في نفسي :
إن الله غفور رحيم وإن لم أفز بغفرانه على هذه الإثم فليكن في سجلي خظيئة جديدة.
ولكن ما حصل هو ما لم يكن بالحسبان
أمسكت الكأس بيَدَيَّ المرتجفتين رعباً وخوفاً وكانت الرشفة الأولى وأنا أتمتم وأصَلِّي طالباً الرحمة
الأحاديث تعلو والكؤوس تتعانق والضحكات
وأنا بعد الرشفة الأولى ابتعدت عنهم كثيراً
نظرت في الكأس فوجدت نفسي في فلسطين التي كان اجتمع الإخوة العرب وتكاتفوا على تحريرها طاردين بني صهيون منها
رحت أقف على أطلالهم التي كانت تصدر عنها أصوات الحقد والوحشية والكراهية
انتقلت إلى مقبرة قديمة فوجدت الجميع رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً خرجوا من قبورهم وعقدوا حلقات الدبكة والفرح بالإنتصار على يد إخوانهم الحكام العرب الذين قادوا معركة التحرير.
سررت جداً بما شاهدته.
سريعاً ارتشفت الرشفة الثانية فكان ما أذهلني وأفرحني وجعلني أحقد على نفسي التي كانت دوماً كاذبة ظالمة حاقدة على هذه الأمة
انتقلت من بلاد الشام إلى بلاد الخليج إلى وادي النيل وبلاد المغرب
لا حدود
لا من يسألني من أين أنت وإلى أين أنت ذاهب
لا وجود لقصور الحُكَّام ولا من سمع بها من قبل
لا حاكم يحكم
الشعوب تختلف في مظهرها الخارجي لكنها متوحدة في العقيدة والمحبة.
سريعاً سريعاً ارتشفت الرشفة الثالثة
ما حصل أنني كنت قد ظلمت الإسلام وظلمت الشيوخ ورجال الدين
آه كم كنت ظالماً
آه لو أستطيع التكفير عن الخطايا التي ارتكبتها بحقهم
جميعهم يدعون للمحبة والوئام والسلام
لا إسلام إلا إسلام واحد
الناس جميعاً يعبدون الله ويعملون بما قاله في كتبه السماوية.
لا وجود لفقير ولا غني
الناس كلهم متساوون كأسنان المشط
كم كنت ظالماً وحاقداً وجاهلاً عندما كنت أتحدث عن الفوارق الطبقية؟
الآن تأكدت أنني أستحق العقاب والطرد من هذه البلاد الطاهرة التي تزهو بعيشها المشترك وبالمحبة والوئام والحرية المطلقة
ما أجملك أيتها البلاد التي لا وجود للسلاح في أعراف شعوبك
لا وجود للحروب بل لم يسمعوا بها ولا يعرفونها وما يوماً عرفوها
كان قد بقي في الكأس رشفة واحدة
وعلى عجل وبلهفة ما عرفتها يوماً دنوت بالكأس من شفتي لأشرب الدمعات المتبقية
ولكن ما حصل أنني سمعت عبارة الله أكبر تلاها صوت إطلاق عيار ناري أصاب الكأس فراحت أشلاءً وانتهت رحلتي.
بعدها خلوت بنفسي متعبداً طالباً من الله المغفرة والرحمة معاهداً تائباً بأنني لن أقرب الخمرة ثانية لأنها لا ترحم.
سليمان سليمان ( أبو محمد)

الكاتب المبدع سليمان سليمان

((طارَ العصفور))
في تلك الليلة الباردة من ليالي شهر كانون
كان كل شئ يئن من البرد حتى الحجارة.
كنا مجتمعين حول( موقدة النار)  في ذاك البيت العربي القديم
كانت عينَيَّ لا تفارقان عينيها
كنتُ أراقب كل حركة تقوم بها
أقرأ ما هو مكتوب على خديها الورديين الَّذين كان الدم يخرج منهما كلما التقت العيون.
الأحاديثُ القُرَوِيَّةُ هي الغالبة
والدها والضيوف من بعض رجال القرية القرويين كانوا يتبادلون الأحاديث وبحماس تارةً وأخرى بهدوء حسب الموقف
طبقاتُ الدخان العربي تتنقل بين الرجال
رائحة الدخان العربي هذا اختلطت مع رائحة دخان الحطب المشتعل في هذه( الموقدةِ)  المحفورة في أرض البيت تسببت في سيلان الدموع من العيون
كانت عيونهم لا تعنيني
رأيتُ الدموع تنسكب من عينيها فحزنت كثيراً وبصورة لا شعورية سألتها :
ليش عم تبكي يا لطيفة؟
لم تجبني بل ابتسمت ومسحت الدمع عن خديها.
أجابني والدها: كلنا عم نبكي من الدَّخنة يا عَمِّي.
وهنا انتبهت لحالي وخفتُ كثيراً
كنت في العاشرة من عمري حينها أو أكثر بقليل
وأعتقد أن هذا هو الذي غفر لي خطيئتي
تابع الرجال أحاديثهم
وبينما كنا جالسين وإذ بعصفورٍ يدخل البيت ويقع على الأرض
أسرعت إليه وأمسكته وكان بارداً كالثلج ولا يقوى على الحركة وهو يرتجف كقلبي المسكين
وضعته بين يَدَيَّ ورحت أتأمله تارة وتارةً أخرى أتأمل هذا الوجه الملائكي الذي تَمَلَّكَني.
بعد فترة والعصفور في حضني شعرتُ بحركته النشطة
نظرتُ إليه وحاولت الإمساك به لألاعبه وأدخل الفرحة إلى ذاك القلب الذي أسر قلبي وإذ بالعصفور يصفق بجناحيه ويطير ويخرج من باب البيت الذي كان مفتوحاً.
وبصورة لا شعورية قالت بصوتها الملائكي المخملي مبتسمة :
طار العصغور
طار العصفور
ليش طار العصفور يا حزرَك ؟
وهنا وقفت كالفارس الذي لا يهاب الوغى وقلت لها :
طار العصفور
العصفور طار
لأن كان بردان ودفي.
والله فيني طير متل هالعصفور.
التفت والدها رحمه الله وقال لي :
بَعْد بَكِّير عليك يا عَمِّي.
وما زلتُ من يومها وحتى اليوم وأنا ابن الستين أطير ولم أشعر بالتعب.

الشاعر المبدع عدنان هاشم

*ياقلبي*

إرحمني ياقلبي  واهدأ
واتركني أرتب أفكاري
مابين الفينة والأخرى
تيقظني بل تشعل ناري
مابالك تذكرهم دوماً
تترقب كل الأخبارِ
قد رحلوا تركوني وحيداً
أعاني شوقي وأداري
وزهوري في أرضي ذبلت  
وعشش حزنٌ بدياري.   
والفرحة غابت من بلدي
وبكاءاً صارت أشعاري  
      
بقلمي #عدنان_هاشمِ

الشاعر المبدع عبد الوهاب الجيشي

من أجل قلبي
جمعت شمل أشواقي الجائعة
مسني وأفراحي الحزن في كنف الحب
وقد أتيناك ياعزيزة قلبي نكتال الحنان
فهلا أطعمتينها بالوصال
سنين الهجر العجاف أيبست القلب بعد أخضرار
تمطر عيناي دموع
بدأت على أثرها أزهار حنين
في عيناي بالنمو ترتوي بالدموع
طاردة كل فراشات الفرح
حصنت نفسها بالأشواك
أدنوا لأستنشقها
فلا أشتم منها سوى رائحة الغياب
منذ أصابها القحط عاطفتي
حدثني قلبي قائلآ
لا تأمن بعد الغياب لأبتسامة
ستغرب حتمآ قبل تشرق من شفتيك.

#عبدالوهاب_الجيشي.

الشاعر المبدع مصطفى عبد عثمان

فوق الدروب ..
أنا في عيني غابات من القهر
وأجيالا من الصبر
ونارا في الحنايا موقدة
وعلى. صدري. جراحات.
في. جبهتي. ظل السنين. المجهدة
وأيامي. ريح. من غضب 😡
أنا الواقف. في الشمس.
تعريت من ثياب هذا العصر.
وأخترت. طريق  
لا بد أن يبلغ مرماه.
ولو طال السفر.
وامتد.  بداخلي. الصبر. 

مصطفى  عبد عثمان.

الشاعر المبدع وسيم عدنان صالح

.........دفتر  النسيان

رح  ضل  كل  العمر  هايم  انا فيكي
ليل      نهار     بالعشق      ناديكي
من كتر ما خيالك معتق ضمن هالبال
صرت   مع   الخمر  عطول  حاكيكي

ليل      الهجر      شيب       الولدان
ونار     الوجع   تهدر    متل   بركان
من   كتر  ما   شربت  الوجع   الوان
ضاع   العمر   وما   قدرت   راضيكي

ما   عاد    عندي      للوجع     عنوان
رح      اكتبك    ع    دفتر     النسيان
وانسى   بقلبي    الحب    يلي   كان
وداوي  العشق  من  ذكرى  خوابيكي

رح    لملم    جروح     الوجع     والآه
رح    حاول     عشقك     انا     انساه
وادعي    لربي    ب    عالي    سماه
يرحم  قليبي ......... ويصطفل   فيكي

وسيم  عدنان  صالح

الشاعر المبدع حسن علي المرعي

.... مِئْزَرُكِ الصَّباحيْ ....

كما  أزهارِ مِئزَرِكِ  الصَّباحِيْ

                                           هو  صاحٍ  وقلبيْ  غيرُ  صاحي

تَناومَ   واشتعالاتيْ  شُروداً

                                          ... وغرَّدَ   بينَ  أطيارِ   الوِشاحِ

وآنسَ  لَهفةً  في غَورِ  صَدريْ

                                            فَطرَّزَ   ما تَشَنْشلَ  لاسْتِباحيْ

تُكلِّمُهُ  الرِّياحُ  على  انفرادٍ

                                            ..... فَتخْطُفُهُ  العَليلةُ  بالرِّياحِ

فَتجْمعُهُ  على  فَرَحٍ  قديمٍ

                                             .. وتَسكُبُهُ  على  حَيِّ  الفَلاحِ

فيَمنحُها  سُروراً  كانَ سِرِّيْ

                                              إليهِ  عَشيَّةَ  الكَرَمِ  الإباحِيْ

وتَمنحُهُ مِنَ  الغيماتِ عِطراً

                                               أتاها  مِنْ  عَبيقاتِ  النَّواحِ

فَعلَّمَها  وشاحُكِ  كلَّ  نَجوى

                                             و دَلَّتْهُ  على  رَقْصِ  السَّماحِ

وقد  مَزَجَتْ  بِخصِرِكِ ما تناهى

                                             إلى الأنسامِ  مِنْ  رُوحٍ  وراحِ

فَقُولي  للشِّفاهِ  تَغُضُّ  طَرفاً

                                           عَنِ  السُّراقِ  في  رَأَدِ  الصّباحِ

وُرودٌ  مِنْ  قَميصِكِ  سارِقاتٌ

                                           وطَيرٌ  فَرَّ  مِنْ   ساحِ  السِّلاحِ

ورُوحيْ .. لا أُبرِّئُها  نَوايا

                                          سَتطلُقُ مِنْ  مُدامَتِها  سَراحِيْ

                                   
لِتَسرِقَ  راحَ  مَبسَمِكِ المُدمَّى

                                          ... رُضاباً  للمُفَتِّحِ  مِنْ  جِراحيْ

    الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٧/١٢/٢٠ م

الشاعر جمعة يونس

أجراس الصمت
..........
أخطو وحيدا ً
تتعثر خطواتى
فى بشر
كانوا حجر عثرة
كثيرون هم
جاؤا خطأ ً
كثيرون يموتون
مبكرين
وكثيرون يموتون
متاخرين
ليتهم ماتوا
أو ما كانوا
فى حياتى
أتخلص منهم
وأعود الى
عالمى
صومعتى
أدهشونى كثيرا ً
هؤلاء العباقرة
أتعبنى نيتشه (1)
كم سهرت معه
وأنا أترنم
بما ابدع
تأخذنى الدهشة
...لما أنحنى زارا
للقديس ساخرا ً
وقال له إذهب عنى بعيدا ً
ليس لدى شىء كى اعطيه لك تخلص زارا نهائيا ً
من عبودية القديس
ليتنى افعل مثله
وأتخلص انا
من أصدقائى
ومن تل الكتب
التى ف حوزتى
قبل أن أفقد عقلى
وأصير مجنون
..................
بقلم // جمعه يونس //
مصر العربية
فى 6 سبتمبر 1998
(1) فريدرك نيتشه فيلسوف المانى الف كتاب ..
هكذا تكلم زرادشت ..ترجمه الى العربية فيلكس ثابت
.... ..(2).لما انحنى زارا
للقديس ساخرا
وقال له اذهب عنى بعيدا
ليس لدى شىء كى اعطيه لك..2) .منقول من كتاب هكذا تكلم ذاردشت

الشاعر الكبير ماجد محمد طلال

ماجد محمد طلال السوداني
العراق --بغداد
قصيدة صورتان(( لشفاه الحب والموت))
1-الصورة الاولى
شفاه الحب
يا شفتيها الظمأنة
الشافية للروح من الاحزان
يا سلسبيلاً
يروي الشفاه
العطشةِ للشفاه
يا نبع المحبةِ والوفاءِ
يا عمر حبنا وعطرالحنين
وما تبقى من ضياءِ ايام اللقاء
يا خاتمة العمرِ
وحرز البقاء
أنا معكِ لا أخشى البلاء
لا اخاف الفناء
ولا حتى نزف الدماء
نعم أنا لكِ فداء
معكِ يمتلكني خجلاً وحياءً
نعم أنتِ أجمل بقايا أ حلامي
يا طلة العيدِ وفرحة لقاءالعاشقين
يا فرحة الصائمُ بين الصومِ والافطار
يا ملاك السهدِ
اتعبني السهر
قل لملكة الحبِ أن تعود
بين الليلِ والفجرِ
دون شرط دون قيود
2--الصورة الثانية
شفاه الموت
ياعمري الماضي المشرق
وسفح أيامي الاخضر
يا فرحةَ العيدِ على بسمةِ الثغرِ
هل بقي شيء من أثارِ ماضينا
هل بقي شيء من أمانينا
أم نأسى على تأسينا
لما تخشي القدر
الى أين المفر
قلبي وطن يؤلمني يبكي ويعصر
قلبي دونكِ رجل ينتظر الموت يحتضر
ضيعت عمري هباء
مصيرنا القبور
تضيق يومها بنا الحفر
الى أين المفر؟ كلا لا وزر ؟
الى ربي يوم أذن المستقر
سوف نُسأل من ربِ العباد
عن الهجر والفراقِ
عن سنين الحزنِ والقهرِ
في قلبي جرح عميق
قد سمع الكل أنينه
الى متى تبقى الجروح دفينه
مات ماضينا المشرق
حاضرٍنا قاتلٌ مرهق
بقلم ماجد محمد طلال السوداني
صورة ماجد اسعد محمد الطلال

الأحد، 29 أبريل 2018

الشاعر المبدع احمد عبد العزيز

تخاصمنا الحروف

تخاصمنا الحروف فتحجب عنا بدائع الطيوف

وتختفي الصور من مسرح الخيال

وتتصحرمساحات القلوب

تهب رياح الوحدة والأشجان

فتمزق أشرعة الأمل

ونغرق في بحر اليأس والحرمان

لما كل هذه القسوة أيها الحروف

كيف تنسين ليالي عشقنا الغناء

انسيتي

كم لبست الشوق شعرا

كم رسمت الحسن بحرا

كم جعلت البوح زهرا

عطره ملأ الأثير

اقرئينا جيدا

أنت فينا سيدا

كان عصرا جيد

فيه تنتصر الحروف

الشاعرة المبدعة ماريا غازي

حلو لحظاتي ...

دعاني الشوق فاقبلت
حتى اغرورقت عيناي بدمع لقياك
و على جبل الإنتظار لهفاتي صررت
ما تبين لي في الآفاق نور عينيك
جئتك نبضا خلد في دهور الأسقام
على قبب الدمع بدت شامخة دمعاتي
تشتاقني سهول الفرح
و قد عجفت بها لقاءاتي
أنت زاد ...و رحيق سرور كامل
منحتني إياه بعد تلك الأيام
أنت الربيع النابض في شتائي
و وراء كل ليل فجرك الباسم بأفراحي يترنم
و الخيال الراقص مع نبضاتي
على إيقاع اللهفة. ..قلبي يعزف بلا أنغام
جمعت حلو لحظاتي و انتظرت
أن يهل عطاء طيفك في المساء
فأكرمه. ..إني في العشق صدق ذو جود
منحته مما عندي ...و العطاء بالموجود
قلب ...هاهو يدق باسمه
و حنايا لا ترق لغيره بين الأنام

حلو لحظاتي. .
ماريا غازي
الجزائر 2018/04/29

الاديب والكاتب موفق الربيعي

#شخصية من بلادي. 492
عبد السار ناصر

القاص عبد الستار ناصر ، ولد في محلة الطاطران ببغداد في العام 1947، ودرس فيها نشر عدداً من القصص القصيرة في وقت مبكر من مسيرته الإبداعية، قبل أن يصدر كتابه الأول (لا تسرق الورد رجاءً) الذي تلاه بمؤلفات عديدة
* تسنم عدة مناصب في الصحافة العراقية، منها مدير تحرير مجلة التراث الشعبي.
* سجن في العام 1975 بسبب نشر قصته (سيد الخليقة) عاماً كاملاً، فيما بعد عاد وكتب للحرب، ودخل في معترك السياسة العراقية، فنشر "قصص بثياب المعركة" ورواية "الشمس عراقية"، إلا أنه بعد خروجه من العراق في العام 1999 قدم أكثر من اعتذار للأدب والمواطن العراقي بسبب كتاباته، وحاول أن يدون هذا الاعتذار بعدة كتب مهمة صدرت بعد العام 2000.
* خلال هذه الفترة ترجمت العديد من أعماله للانكليزية والروسية والألمانية وغيرها من اللغات.
* سافر إلى عمان عام 1999 بسبب الأوضاع التي مرت بها بغداد واستقر مع زوجته الكاتبة والروائية هدية حسين في عمان، إلى أن سافر بعد ذلك إلى كندا.
* تعرض ناصر لانتكاسات صحية كثيرة، كان أكثرها تأثيراً فيه عندما تعرض لجلطة قلبية في العام 2010 ، وهي ما جعلت من حالته في تراجع مستمر حتى وفاته في أحد مستشفيات تورنتو.
* أصدر أكثر من 50 كتاباً في القصة والرواية والنقد، وعن سر النتاج الغزير يقول: “لا سرّ في ذلك، كنت أضحك احياناً حين أسمع أحد الكتاب يقول بإصرار أن ( الأدب كل حياتي ) ، لكنني مؤمن الآن بأنه أصبح كذلك بالنسبة إليّ. أصبحت الكتابة حياتي فعلاً، حتى انني تخليت عن أمور كثيرة من أجل الأدب، أمور لا يتخلى عنها سواي مهما كانت قيمة الأدب ، ومن عناوين هذه الكتب
- لا تسرق الورد رجاءً
- الرغبة في وقت متأخر 1968
- الحب رمياً بالرصاص
- نساء من مطر
- أوراق امرأة عاشقة
- أوراق رجل عاشق
- أوراق رجل مات حياً
- بقية ليل
- الهجرة نحو الأمس
- سوق الوراقين
- مقهى الشاهبندر
- الشماعية
- بعد خراب البصرة 2000
- الكواش 2000
- حياتي في قصصي 2001
- أبو الريش 2002
- سوق السراي 2002
- باب القشلة 2003
- حمار على جبل 2004
- صندوق الأخطاء 2004
- الحكواتي 2006
- على فراش الموز 2006
- نصف الأحزان 2006
- قشور الباذنجان 2007
- الهجرة نحو الأمس 2007
- الطاطران 2007
- شارع المتنبي 2008
- السيدة التي دخلت 2010
* كتب في روايته الطاطران عن نفسه وغربته : ( صوت أجش يصرخ في رأسي : يكفي أيها الأبله، يكفي هذا الندم السخيف، جئت من بغداد من زقاق لا يعرفه أحد، وأنت لا تملك أي شيئ، وها أنت فعلت الكثير، أكثر مما تظن..نساء من أجمل ما خلق الله، وخمور من أعتق سراديب روما، وليال ما كان أجدادك ليحلموا بها، أوربا كلها بين يديك ).
* كتب ذات مرة أعترافا في مقالة له بعنوان (أنا كاتب فاشل) قال فيها : ( بعد أربعين سنة من زمن ألكتابة وأربعين كتابا حملت أسمي، رأيت في ساعة صحو أن ألمسافة بيني وبين ألقصة وألرواية لم تزل بعيدة ) ، ( أنا كاتب فاشل ، تجاوز عمري ألخمسين ولم أحقق نصف ما حققه غابرييل غارسيا ماركيز أو جان بول سارتر ، وحين أقرأ فرانز كافكا أو إستيفان زفايج أو إيزابيل أللندي أو ديريك والكوت أشعر بالخجل كيف أن أفكارهم أكبر من أفكاري وحبكة رواياتهم أقوى من حبكة كتاباتي ، وقد سألت نفسي مئات ألمرات ، لماذا أكتب إذا لم أستطع تأثيث بيت يسكنه أبطال قصصي كما هي ألبيوت ألتي أراها في نتاج أولئك ألعمالقة).
* قال عنه الروائي الكبير عبدالخالق الركابي‏ : (في رحيل عبد الستار ناصر رحلتْ جلّ ذكريات شبابي وكهولتي: فمعه وحده قضيتُ أجمل سنوات العمر.. ولهول الصدمة أجدني اللحظة عاجزاً عن التعبير عن مشاعري بإزاء هذا المصاب الجلل فلا أملك إلا الاستنجاد بالمتنبي مستعيراً لسانه في رثاء أجمل أصدقاء العمر): طوى الجزيرةَ حتى جاءني خبرٌ / فزعتُ فيه بآمالي إلى الكذِبِ / حتى إذا لم يدعْ لي صدقُهُ أملاً / شرقتُ بالدمعِ حتى كاد يشرقُ بي  / تعثرتْ بهِ في الأفواهِ ألسنُها / والبُرْدُ في الطرْقِ والأقلامُ في الكُتُبِ.
* اما علي عبد الامير عجام فقال عنه : في اخر ليلة له في عمّان قبل رحيله الى كندا وفي جلسة جمعتني اليه مع الكاتب الاردني الكبير محمود الريماوي كان عبد الستار ناصر يقول "ما أبغيه من رحيلي هذا هو استعادة صحتي، واستعادة قدرتي على القراة والكتابة"، الا ان القاص والروائي العراقي عبد الستار ناصر يقرّ بان لا ضمانة معينة ستجعل من هجرته الى مدينة تورنتو الكندية نقطة اصلاح لسيرة من الاخطاء السياسية والفكرية والشخصية ميزت حياته"... صباح مرعب اذ يحمل رحيل اخي الحبيب. واضاف : قصة عبد الستار ناصر " سيدنا الخليفة" التي نشرها في اوائل سبعينات القرن الماضي، وبسببها اودع السجن الانفرادي بطلب من خال صدام، خير الله طلفاح، كانت تحمل نبؤة شكل موته وحال بلاده اليوم: " يا بلادي: يا بلاد الذين يموتون سراً، أودعك الآن، فقد أمر الخليفة –سيدنا جميعاً- أن أكون الفدية لكل أسرى الحرب الأهلية التي فشلنا بها. وقد وقعت موافقاً وأنا بكل قواي الجسدية والعقلية، أقلّها يا بلادي أموت وحدي علناً".
* فيما قال عنه الناقد علي حسن الفواز  : انه صار بعيدا، فقد استساغ الموت البارد، وتلذذ ان يكون صديقا للثلج، وللجغرافيا العائمة...هكذا يموت عبد الستار ناصر الحالم الكبير جدا، والولد الذي عصيا على السنوات..كان يغشّ الحياة دائما باوهام الجسد، واوهام الحكايات، مثلما كان يغاشش نفسه بالضحك المفرط، والغوايات التي لاتنتهي. ظل منشغلا بحكاية الولد المكاني، الولد المشاغب، العاشق، الحالم، الدون جوان، اذ يكون هذا الانشغال مغامرة في البحث عن وجوه اخرى للمكان الذي يحبه، والمراة التي يعشقها، والزمن الذي يطلق عليه النعاس دائما... واضاف : مات عبد الستار ناصر وهو مسكون بالاحتجاج على زمن البطيخ، مات مكسورا في المنفى/المهجر، مات مستسلما لاحلامه القديمة، لاحلام لم يشأ الاّ ان يتوسدها لانها سريره الاخير...ولانها صوته البارد المكسو بالبوح دائما...، وداعا ياصديقي الجميل، وداعا لاحلام تحدثنا عنها كثير، لكنها هربت هي الاخرى مع العربات الراحلة بعيدا...
* يقول عنه أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث – جامعة الموصل : في محلة الطاطران البغدادية، حيث ولد تبدأ الحكاية ومع قصص أرسين لوبين ينشأ الفتى يقول:" بداياتي مدهشة بأوجاعها وإفلاسها وزينة أخطائها..." علاقاته مع الخطيئة فتحت باب الكتابة أمامه وعمره لما يزل صغيراً لا يتجاوز الـ (15) عاماً.. نشر قصته الأولى في مطلع الستينات من القرن الماضي في جريدة" الانباء الجديدة".. والغريب في الأمر إن الناقد اللبناني غسان كنفاني كتب عن مجموعته القصصية الأولى التي صدرت سنة 1969 بعنوان:" الرغبة في وقت متأخر"،وقال بالحرف ((انه كاتب يجوس بفانوسه الطابق السلفي من المدينة" وانتشى عبد الستار ناصر وفرح وأصر على الذهاب سريعاً في عالم القصة عندما قال عنه (كنفاني) انه من أحسن كتاب القصة القصيرة في الوطن العربي.. وكان من الطبيعي إن يكثر الحساد، وتنتعش روح الغيرة في البعض ممن لا يعجبهم العجب ولا الصوم في رجب.. لكن عبد الستار ناصر مضى وصرنا نقرأ له قصصاً قصيرة مفعمة بالانفعالات الإنسانية..أتذكر بأنني قرأت له كثيراً في الثمانينات من القرن الماضي.. وكنت أحس بأن عبد الستار ناصر ليس كاتباً عادياً.. وليس كاتباً مطواعاً انه كاتب ثائر، وكاتب بناء.. وكاتب محاط بالزوابع دائماً، كما وصفه الناقد الأستاذ علي جعفر العلاق. لم يكن عبد الستار ناصر كاتباً فاشلاً، كما يحب إن يصف نفسه.. هذا الكاتب الذي تزخر كنانته بقرابة (40) عملاً في النقد والقصة والرواية كيف يكون كاتباً فاشلاً ؟..
• فيما كتب عنه القاص علي لفتة سعيد :
في بياضِ شعْركِ
سكَن الحبّ
والأرْصفةُ
لا تمْنحُ إلّا سوادَ البارود
كلّ الطّرقِ
أدّت إلى بابكَ المفْتوح إليْنا
وكلّ النّسماتِ
تطْلق آهتَها حينَ تمرّ بكَ
وأنْتَ تحْملُ نخْلتكَ في روحِكَ
وتَجوب
لعلّ تمْرًا يسّاقطُ عليْكَ
حينَ يهزّكَ الحَنين
وتسْري بك غيْمةٌ
لتُمْطركَ في آخرِ المَطاف
في ( الطاطران)
وتجْلس أبديًا
في محْراب غبارِه
ها أنْتَ تعودث إلينا بكامِلِ بياضكِ
ملقمًا للحمام روحَكَ
قلْت له
عدْ بي
فأنا الذي لا يَموتُ حرْفي
وإنْ كانت الأرْصفةُ من بارود