.... عُرجُونْ ....
خُذي ما شِئتِ عَذْباً أو عَذابا
وأنصحُ بالمُعَذَّبِ .. لو تَصَابى
ولا تَسْتسْهِليْ الوِديانِ قاعاً
فَفيها ما تَحجَّرَ واسترابَ
فَمِنْ باقٍ وتَعبثُ فيهِ لَيْلى
ومِنْ ماضٍ كما الأحلامِ ذابَ
ومِنْ آتٍ على الآمالِ يحبو
إلى فَرحٍ غَبيٍّ ... أو تغابى
فلا دُنيا .. وأصفتْهُ رَماداً
ولا ليلى .... وخانتْهُ شَبابا
ولا قمرٌ تعوَّدَ أنْ يَراهُ
... تَفيَّأَ ظِلَّهُ الأوفى شَرابا
يُزاوِرُ عنْ مَحاسنِهِ عُيوناً
إلى أنْ صارَ عُرجوناً و شابا
ولا شَمسٌ وكانتْ يومَ كانتْ
...... بِوجْنةِ فاتِحٍ للوَردِ بابا
تُعيِّرُهُ بما تَركَتْ بياضاً
.... وترجمُهُ بما أخذَتْ عِتابا
فلا وعدٌ على قَدَرٍ جميلٍ
ولا حتّى سلامٌ .... لو أثابا
ولا .. إلّا على وجعٍ قديمٍ
فلا آبتْ .. ولا الصَّفصافُ آبَ
ولا ... يا ليتَها تركتْهُ آلاً
كما أحلامُهُ .. كانتْ سَرابا
فإنَّ الآلَ في البيداءِ يُنديْ
ظَميئَ العينِ .. لو بالماءِ خابَ
فلا رَبِحتْ تِجارتُهُ حَبيباً
.. ولا خَسِرتْ سفينتُهُ العُبابَ
وما انكفَأتْ أحاديثُ اللَّياليْ
ولو بالوهمِ تَسترضيْ الإيابَ
وظَلَّ هُناكَ في الواديْ عَتيقاً
... إلى أنْ تَشرحَ الدُّنيا كِتابا
فإمّا الوَردُ يزرعُهُ سُطوراً
... وإمّا الريِّحُ تَجعلُهُ خَرابا
تَريَّثْ يا قِطارَ العُمْرِ إنِّي
تَركْتُ مَحطِّتيْ الأحلى يَبابا
وما ودَّعتُ مَنْ يَئسُوا عُيوناً
وما حارتْ نَواظِرُهمْ جوابا
ولا أدريْ .. وقد غادرتُ كأساً
لِمَنْ طابَتْ نَدامَتُهُ .. وطابَ
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٧/١٢/١٥م
-- الآلُ : النَّدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق