ا
الشَّـهِيد
( إِلى كُلِّ رُوحِ شَهِيدٍ تَسَاقَطَ دَمْعُ النُّجُومِ عَلَى ضَوْئِهِ )
طَائِرٌ أَخْضَرُ اللَّوْنِ يَشْدُو عَلَى سُنْبُلَهْ
تَسْتَرِيحُ النُّجُومُ عَلَى رِيشِهِ،
ويُوَاعِدُ عِيدَ الْمُنَى أَمَلَهْ.
هَاجَمَتْـــهُ -بِلاَ رَحْمَــةٍ عِنْدَ تَغْرِيـدِهِ- قُنْبُلَــــهْ
فَتَوَزَّعَ فَوْقَ الْمَدَى دَمُهُ الْمُسْتَبَاحُ شُمُوساً
- عَلَى رَاحِةِ الْفَجْرِ- تَهْتِفُ لَهْ
وتَسَاقَطَ دَمْعُ النُّجُومِ عَلَى ضَوْئِهِ؛
فَغَدَتْ كُلُّ قَطْرَةِ دَمٍّ حُقُولَ اخْضِرَارٍ
بِهَا أَلْفُ طَيْرٍ...
وكُلٌّ يُغَنِّي عَلَى سُنْبُلَهْ.
شعر: محمد علي الهاني –تونس
*********************************************
الشَّهيـدُ
لَمْ يَمـُتْ صَانِـــــعُ الْحَيَــاةِ ولَكِــــنْ ** مَـدَّ جِسْـرًا إلــى سَماءِ الخُــلُودِ
وغَدَا في خَمَائِلِ المَجْـدِ شَمْسًـــــــا ** يَتَغَنَّــى مَـعَ السَّنَــى والنَّشِيــــدِ
زَرَعَ الفَجْــــرَ في رُبُـــوعِ بــلادي ** وتَـهَــــادَى بِكُــــلِّ فَجْـــرٍ جَدِيدِ
أيُّها الْمُسْتَجِيرُ بِالخُلْــــد ، مَرْحَى! ** أنْــتَ بَـــاقٍ وخَـالِــدٌ في الوُجُودِ
أَنْتَ أَشْعَلْتَ فِي السَّمَاءِ بُرُوقًــــــا ** وَمَزَجـتَ اللَّظَى بِقَصْفِ الرُّعُـودِ
وَأَرَدْتَ الحَــيَاة ؛ كَانَـــتْ وَكُنَّــــــا ** فِي الأَعَالَي وَكُنْتَ بَيْتَ القَصِــيدِ
أنْــتَ زَخْرَفْـتَ بِالنُّجُـــومِ بــلادي ** وسَكَبْـتَ الشَّـذَا بِبَــوْحِ الـــوُرُودِ
أنـتَ عَلَّمْتَنَــــا الوَفَــــاءَ ؛ وَفَيْنَــــا ** ووَصَلـْنَــــا وَفَاءَنَــــا بِالوُعُـــودِ
وعَشِقْنَـــا بلادَنــــا ؛ فَسَمْونَــــــا ** وخَلَقـْنَــــا بِعشقِنَـا أَلْـــفَ عِيــــــدِ
نحنُ نَسْعَى على خُطَـاكَ جَمِيعا ** نَمْتَطِي الشَّمْسَ تحتَ خَفْقِ البُنـودِ
أيُّهَا الظَّامِئُــونَ لِلنُّـــورِ ... إِنَّـا ** نَقْبِسُ النُّـــورَ مِنْ جِـرَاحِ الشَّهـيدِ.
شعر: محمد علي الهاني - تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق