الاثنين، 30 أبريل 2018

الكاتب المبدع سليمان سليمان

(نيالو الواقف عالأرض)
في عام الثمانين كنت معلما في محافظة الحسكة
ذهبت لزيارة زميل لي في قرية مجاورة.
الحر شديد
نظرت إلى القرية التي سأمشي إليها
كانت تبدو قريبة
مشيت ساعة وأكثر
اشتد بي العطش
الأرض قفراء
رأيت راعي غنم
اتجهت إليه
- السلام عليكم
- هاي خوي
- عطشان وأشرت إليه أنني أريد ماء
- يا خوي ما بيه ماء
وفوراََ بدأ بحلب غنمة وناولني صحناََ من الحليب.
- يا خوي ما بشرب حليب وبعمري ما شربته ولو بموت ما بشربه.
- أبويييي..... تموت...... سلامتك
يالله قوم قوووووم.
وشدني من يدي إلى فرس معه
وبلمح البصر كان على ظهرها وقال لي :
- انطيني ايدك يوووه
- يا خوي دخيل الله اتركني ما بدي اشرب ولا شي.
- اووووه أنت تخاف ترشب الفرس
يللللااااه تعال.
ولم أشعر إلا وأنا على ظهرها.
وبكل ما امتلكت من قوة أحطت خصره بيدي وشبكتهما وهو يضحك.
انطلقت الفرس جامحة وبسرعة
لم أتجرأ النظر إلى الأرض
قلت وبصوت عال :
- نيالو الواقف عالأرض.
- ويش تقول يا خوي؟
- ما عم قول شي عم غني.
- تعييييش تعييييش.
وصلنا قريته
أدخلوني مضافة رئيس العشيرة
أحضروا لي الماء
شربت
تعرفوا علي وأنا مرعوب رعبا لم أعرفه في حياتي من ركوبي على الفرس.
وقفت لأستأذنهم بالإنصراف
- يا استاذ عنا مثل يقول :
الضيف يجي أمير ويروح أمير يدخل عتبة البيت يصير أسير.
اذبح يا نواف. يا هلا بالضيف والله.
أخبرتهم أنني كنت ذاهبا لزيارة رفيقي في قرية اسمها حرم شداد وسيقلق علي.
- ويش اسم رفيقك يا استاذ؟
- نديم.
- جويد يا جويد
روح احضر الاستاذ نديم لهون وقله رفيقك ( شنو اسمك يا استاذ) ؟ 
- سليمان
- قول للاستاذ نديم رفيقك سليمان عند الشيخ يريدك والشيخ عازمك للديرة.
- تامر.   تامر.   يا شيخ.
وبعد حوالي الساعة كان رفيقي على ظهر الفرس ووجهه شاحب وشعر رأسه واقف وكأن وحوش الغابة أرعبته.
أمضينا نهارنا عندهم وسهرنا على الأحاديث والأغاني مع صوت الرباب والشعر البدوي الرائع وكأن في القرية عرس.
نمنا وفي الصباح أوصلوا كل منا إلى مدرسته.
أيام ولا أجمل.
حرام ما صار في سوريا
يا ريت تعود أيام زمان ويعم سوريا الحب والوئام والأمان.
عذرا للإطالة.
سليمان سليمان ( أبو محمد)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق