الخميس، 4 فبراير 2021

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء...قصة ‏للأطفال..((الحصاد ‏الصّالح... بقلم المتألقة والمبدعة الأستاذة الغالية روزيت عفيف حداد

قصّة للأطفال.

الحصاد الصّالح.

أنيس طفل صغير في الرّابعة من عمره، يحبّ أمّه كثيراً، يلازمها منذ عودتها من عملها، يساعدها، أو يعتني بأخته الصّغيرة، يلاعبها ويلعب معها كي لا تبكي بينما أمّه تقوم بالأعمال المنزليّة وتحضّر الطّعام.
في هذا اليوم كانت أمّ أنيس تزرع بعض البذور في حديقتهم الصّغيرة وترويها.
قالت له أنّ هذه البذور ستثمر بندورة(طماطم) وخياراً وفاصولياء. 
سألها أنيس: - ماما! إذا زرعت قطعة نقود، هل ستعطينا نقوداً كثيرة؟
أجابت الأمّ: - بالتأكيد يا ولدي.
أخذ أنيس قطعة النّقود، حفر لها، زرعها، غطّاها بالتّراب وسقاها. 
قالت الأمّ: - بُنيّ، هذا لا يكفي، يجب أن تدرس جيّداً وأن تنجح لتُثمر نقودك ثمراً شهيّا. 
كان أنيس يتفقّد زراعته كلّ يوم، يسقيها ويزيل من حولها الأعشاب الضّارة. لكنّه حزين لأنّ نبتته لا تكبر.
قالت له أمّه: - لا تحزن يا بنيّ، كي تكبر زراعتك تحتاج وقتاً أطول من الخضار.
أصبح أنيس في المرحلة الثّانويّة، يدرس جيّداً ويهتم بواجباته. 
لقد أدرك أنّ في نبتته سرّاً جميلاً.
كَبُرَ أنيس وأصبح طبيباً ماهراً، يعمل في عيادته الحديثة، كان يخصّص يوماً في الأسبوع لمعالجة الفقراء والمحتاجين مجّاناً، وكان يعطيهم أيضاً بعض الأدوية المناسبة.
أنيس يعمل بإخلاص، يحبّ مرضاه ويهتمّ بهم ويزيل عنهم آلامهم أو يخفّفها. لقد جمع ثروة لا بأس بها.
في هذا اليوم الرّبيعي الجميل، أمسكت أمّه بيده وخرجا إلى حديقتهم الصّغيرة، يا للروعة! كم كانت دهشته كبيرة، لقد نبتت زهرة جميلة فوّاحة في مكان قطعة النّقود وعرف حينها أنّ من يجتهد ويعمل بإخلاص يجني سمعة جميلة معطّرة مثل الزّهرة ويجني مالاً حلالا.
حقّاً: من جدّ وجد ومن زرع حصد.

روزيت عفيف حدّاد.
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق