عزفتُ عن الدنيا وعن كلِّ ما فيها
وأيقنتُ أنَّ الحقَّ فيما يُجافيها
وجاهدتُ نفسي في هواها وغِيِّها
وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا بدَّ شافيها
وزكَّيتها من كلِّ إثمٍ يشوبها
وطهَّرتها من كلِّ رِجسٍ يوافيها
فعادتْ كما كانتْ على الفطرةِ التي
من النبعِ تصفو في جميع مصافيها
وعشتُ كفافاً زاهداً في معيشتي
فصار قليلُ الأكلِ والشُّربِ يكفيها
وعفَّتْ عن الأهواءِ نفسي فحلَّقتْ
وإنْ لم تكن عفَّت فمن كان يُعفيها
هي النارُ إنْ ألقمتَها الزَّيتَ ولَّعتْ
وإنْ شئتِ نفسِ النَّارِ بالماءِ تُطفيها
كذلك فالآثامُ تزدادُ كلَّما
عصينا وبالطاعاتِ نرجو تلافيها
إذا صار ما تُخفيه في السِّرِّ ظاهراً
وما عادَ منْ أشياءَ في السِّرِّ تُخفيها
فأنتَ بنور الله تمشي وبالتقى
تُحلِّقُ لا يعنيكَ كلُّ الذي فيها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق