تركت الاهل وآنقطع الرجاء
ولكن القضاء هو القضاء
ولو شاء الزمان لكنت فيهم
هزار الأيك راوده الغناء
على فنن الهوى يشدو آشتياقا
وبين جفونه آنسكب الضياء
ألا هل نسمة منهم توافي
على عجل فقد طال الجفاء؟
غريب الدار صرت فهل لقاء
يقربنا وقد عز اللقاء؟
مسافات مؤلفة وبين
وأضلاع أناخ بها المساء
فيا لهفي على زمن تقضى
على عجل وعز به البقاء !
يموج الشوق حين القلب يهفو
إلى بلد تنط به الظباء
حدائقه شذا ورباه خضر
وفي أسحاره هطل الضياء
فيا لهفي عليه وويح نفسي
أبعد الصيف يسكننا الشتاء ؟
أحن إليه يغلبني حنيني
واجنحتي يضيق بها الفضاء
على قلق أطير كمثل طير
بفج الريخ طاف به البلاء
أنا الطير المعنى يا بلادي
جناحاه آلتشوق والبكاء
أحن إلى ربوعك كل حين
على أفيائها هطل البهاء
وقلبي يا معذبتي عليل
يحوم عليك يدفعه الرجاء
متى عود إليك بلا قيود
فأنهل من عطورك ما أشاء؟
وأشدو في خميل العمر حتى
كأني الطير نادته السماء !
ولولا الصبر كنت أموت وجدا
وهذا الجسم يدركه الفناء
حنيني سوف يعقبه حنين
وشوقي لن يكون له آنتهاء
إلى أن ينقضي نأي وبين
وتجمعنا المودة والإخاء !
إلى البلد البعيد أقول سقيا
لأرضك ، لا جفاها الإرتواء
سلام بالحنين إليك يهدى
تعطره المحبة والوفاء !
البشير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق