يـاما اعتذَرتُ وياما ظَلَّ مُتَّـهـِما
ذاكَ الَّـذيْ قَلْبُـهُ للآنَ مـا رَحِـمَ
أُريدُ كَـأْساً ولو مِنْ خَمرِ خَجْلَتِهِ
عَسَى تُـعيدُ الَّذيْ في ظَنِّهِ خُتِمَ
قَلبيْ تَخيَّـرَهُ مِنْ سُـربَةٍ حَلَفَتْ
على أيادِيهِ آرامُ الـحِمَـى قَسَما
وقد عَـلِـمْتُ بِما أوْحَـتْ رَسـائِـلُهُ
بِأنَّـهُ عـاتِبٌ بَـلْ زادَ فـاخْـتَصَمَ
وهـذهِ عـادةٌ في وردِ وجْـنَتِهِ
عَنْ ذي غرامٍ بِـها مِنْ نَـظرَةٍ أثِـمَ
عِلْمَ اليَـقيـنِ بـهِ قَلْبانِ سَيِّـدُنا
مِنْ ذاتِ فيضِ الشَّذا أو مِنْ ذواتِ سَما
وأنَّـهُ أعـنَـدُ الغُـزْلانِ في طَـلَـبٍ
لو كانَ قُـربيْ تَـشَفَّى بالَّذيْ ظَلَـمَ
وكُنْـتُ وافقْـتُـهُ لو كانَ مُـنْـتَزِعاً
قَـلْباً يُـملِّـكُـهُ يـا ليـتَ لو عَـلِـمَ
سـالَمْـتُهُ ظـالِـماً ورداً يُـكَلِّمُـنيْ
فَأجمَلُ الوردِ ذو شَوكٍ إذا ابتَسَمَ
أهديْـتُـهُ وردةً حَمراءَ مِنْ مِـقَتيْ
فاستَغرَبَ اللَّونَ والأسبابَ واتَّهـمَ
فقُـلتُ قَـلْباً وأحلىْ صُورةٍ عَـبرَتْ
أمـامَ عـاشِـقِهـا فَـانْـهارَ مـا كَـتَمَ
وأرسَـلَ الوردَ مَمْـهـوراً بأورِدةٍ
على تَـرائِـبِـها مـا يُـشْـبِـهُ النَّـدمَ
فَلو شَـمَمْتَ لكانتْ مُقلتيْ عَبَـقَتْ
ولو لثَـمْـتَ لثَـمْتَ القلبَ ما ألِـمَ
وتلكَ عابِقةٌ في ثَغْرِكَ ابتَسـمَتْ
أما رأيْـتَ على لَمْياكَ لَـونَ دِمـا !
وما قَـرَأْتَ الَّذي مِنْ زَهْرِ قافِيَتيْ
على خُدُودِكَ هذيْ اللَّيلةَ ارتَـسَمَ !
فأحكَمَ السَّهمَ تِلْوَ السَّهمِ في جِهَةٍ
حـامَـتْ عليهِ ولا يدري إذا انْـتَقمَ
الشاعر حسـن علي المـرعي
٢٠١٨/٨/١٤م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق