السنوات من تحتنا تنسحب
ونهاية الطريق منا تقترب
ونهر العمر جف معينه
والرحيل المحتوم أمسى مرتقب
وآخر الصفحات كادت تمتلي
وما جنيناه فيها قد كُتب
وبعد أن زرعنا الأيام زهوا
وخلطنا النخل بالقصب
وبعد أن سعينا في الأرض دهرا
وجرَّعتنا الحياة كل النخب
وبعدما روينا
وبعدما انتشينا
وما اكتفينا
ومزجنا النحاس بالذهب
وبعدما بنينا
وبعدما هدمنا
وبعدما تمادينا
وجمعنا من الدنيا الحطب
وبعد ما أخذتنا الحياة قسرا
وسلكت بنا كل درب
وبعدما عركنا الأيام عركا
وجربنا الصدق والكذب
وبعد شباب طامح متوثب
لكل متع الدنيا قد جرب
وبعد بدن لا يشكو سقما
وجسد لا يعرف التعب
هاهو الجفاف يغزو حقلنا
وهاهو أفقنا قد التهب
وهاهي الغيوم تملأ سماءنا
والرياح تعصف من كل جنب
وها هو العمر قدانقضى
في الكد والجد والنصب
لكن رغم أن النهاية وشيكة
فكرم الله عنا ما نضب
ورجاؤنا فيه متواصل
ونوره في أعماقنا يصطخب
وشفيعنا لديه أجيال ربيناها
على مكارم الأخلاق والأدب
فاللهم اختم لنا برضاك
واجعلنا ممن لديك اقترب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق