(( يا ساقي الرّاحِ ))
ويا عليماً بما في القلبِ من وجــعٍ
واللهِ مالي بهــــذا الحــــبِّ من قِبلِ
ويا طبيباً بمــــا في النّفسِ من ألمٍ
أدركْ فؤادي من الأسقــــامِ والعللِ
ويا بخيلاً بماءِ الوصلِ يمنعــــــــهُ
يكفي فؤاديَ منهُ رشفـــــةَ الوشلِ
وفي الضّلوعِ جراحٌ لا طبيبَ لهـــا
هاتِ الدّواء وكنْ عوناً على غللي
ما زلتُ أرجوكَ بي شوقٌ وبي ظمأ
فمــــا لوجهكَ لا يندى من الخجلِ
بالخدِّ مني دموعُ العينِ مفصحــةٌ
أنا المتيّمُ كـــــــــــمْ يحــتاجُ للقبلِ
أعلّلُ النّفسَ بالتّذكـــارِ ما حَزُنتْ
واليأسُ يقتلُ لولا بارقُ الأمــــــلِ
عندي أحاديثُ شوقٍ لو أبوحُ بها
تسلسلَ الدّمعُ مرسالاً من الرُّسلِ
وبي من الحزنِ ما يبكي فوا لهفي
يا ليتَ دمعي من الأجفانِ لم يَسلِ
قد يضحكُ المرءُ والأوجاعُ تنحرهُ
ويبسمُ الثّغرُ من يأسٍ ولم يقـــلِ
سأشربُ الخمرَ ملسوعاً بلذِّتهــا
لو أنّ في الخمرِ ما يدعو إلى الزّللِ
قد صرتُ سلطانَ عصري دونما شبهٍ
( وصرتُ كلَّ رجالِ الأرضِ في رجلِ)
إنّي فتىً قد خبرتُ الكأسَ معرفةً
وقد بليتُ بهــــــا عشقاً ولمْ أزلِ
وقد يلومُ سفيهُ القـــومِ من نزقٍ
لو ذاقهــا لزها كالفارسِ البطلِ
...................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق