الجمعة، 19 فبراير 2021

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء......الشمعدان.... بقلم المتألق والمبدع الأستاذ صادق الهمامي

الشمعدان
******* 
في حضن الشمعدان
شمعة تهتف: ما أشقاني

تقول و الدّمع يكسوها    
وهي شديدة اللمعان :

كنت بي حفيّا يا رفيقي          
و تسعد  حين  تراني

ما علمت أنّك تحبّني       
و لا حبّك ظهر للعيان

لماذا اخفيت حبّك لي     
و قلبك شديد الخفقان ؟ 

 لما عذّبت نفسك و بقى        
 حبّك حبيس الكتمان ؟ 

ملأت أطواء روحي      
أملا في هذا الزّمان 

أبكي بدموع فناء       
و مازلت في الريعان

بحضنك أضحك احتراقا   
و انت تلهو بألواني

أشتعل.. أنصهر .. ناحبة        
ما سمعت صرخة أحضاني ؟ 

نار تطوّقني .. تحرقني .. 
 تطال كامل كياني ..

و أنت تطوّق خصري
تثبّتني في قلب المكان

انهت المسكينة كلامها
وهي تشعر بالخذلان

 فازداد حرّ دموعها         
 و ترنّحت في الإبّان

ارتجفت رجفة أخيرة    
ثمّ غابت عن الزّمان

حزين بقي وحيدا 
بعدما كانا إثنان    

يبكيها في عمق الدّجى
و في كل حين و آن

قائلا : ما وفيت حقّك
آااه.. كان ذاك بإمكاني ! 

إشعال أصابعي كلّها      
دفعة واحدة كالعيدان

لك يا حبيبة عمري 
يا أروع ما نطق لساني ! 

رحلت يا شمس نهاري
و تركت نزيفا بوجداني !

رحلت يا قمر ليلي
فأظلمت كلّ الأكوان

بعدك يا زهرة قلبي 
سيهجر الرّبيع بستاني

بعدك يا وردة روحي  
سيجافي الطّيب جناني

يا أشجى نغم بحياتي
يا أحلى وأروع الأغاني

بعدك ما نفع كتابتي
و قصائدي و بياني؟ 

في زمن أسقط أوراقي
تركني يابس الأغصان

ليتك تمهلت قليلا
لألملم ما تبقى من الثوان

أسافر معك حيث شئت
من بعدك الدهر فاني

ما نفع بقائي حزينا
بعدما الوقت رماني

أتمنى من الله امنية
وهو عليم  بالأماني

أن يكون إلى الأبد
جثمانك مجاورا جثماني

* صادق الهمامي/تونس *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق