الأربعاء، 30 أغسطس 2017

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // بكائية وطن // بقلم المتألق فوزي الرهينة

بُكائية وطن
فوزي الرهينه
في ذكرى وفاة الشاعر الكبير عبدالله البردوني

أرتدّ الليل و الظلامُ ردّاءُ
وحلَ بالارض بلاء ووبّاءُ

نزلت نوائبُّ الدُّهرُ بساحتِها
تقتاتُ لحمي وترتشفُ الدِّماءُ

كأنَّها الخريف و حر صيفا ً
يُحرق وردنا يُمزقُ الضعفاءُ

أبانا أبا بردون إني هاهنا
على قبّرِك أُقيم الرِثاءُ

ورثتُ عنك الآلآم حتى
أبّيضت عيني أسفا ً وبُّكاءُ

حملتُ على كتفي هم شعبا ً
لهُ و للوطن كل الولاءُ

أبانا أبا بردون أتدّري
أشتدّت علينا عُتمةُ الظلماءُ

أعيشُ بهذا الليل وحيداً
أبّكي وطنا ً ينتظر الضياءُ

-أتسئلُني أين اليومُ نحنُ
وهل لاح ضياء العذراءُ ??!!

أتخاطبني يا بني وإني هاهُنا
بين شفتيها تحضنني الحسناءُ

-_آه يا أبتي ماذا اُجِيبكَ
هي في عميقِ ظُلمةِ الدلماءُ

ابتآآآه كما كنت تراها
منسية ً و ليس لها ولاءُ

فقدت الولاء وكل شخوصا ً
مؤالية ً أصنام ليس لها بقاءُ

ابتااااه ذرني اهجي هذا الظلامُ
ويصدّقُ الشعرُ إذا صدق الهجاءُ

حُشِرت الوحوش في وطنِ
كأنَّها دّاءٌ ليس لها دَّواءُ

اقبلت كالحشرات من كُهُوفُها
بشعاراتها تنبح وصوتها عُواءُ

تكشر أنيابّها علينا بضراوةٍ
وتنهش أجسادُّنا دون حياءُ

وحماقة ساستها و وحلها
تدّعي سياستها فطنة ٌ ودهاءُ

لحاهُمُ الله وقبّح وجُوههم
وأسوأ مافِيهُمُ حماقة الزعماءُ

كلما قطعنا الظلام وظلمتهُ
ولاح في أُفقُنا ضوء الضياءُ

أعادوا كرتهُ ونفخ كورهُ
ليحرقوا اجسادنا احياءُ

وتلك الحسناء فقدت حُسنُها
وعاثت فيها بلاهة السفهاءُ

ما أقبح الجاهليه في زمنِ
وما أجهل سيدها والجهلاءُ

أذن القصيد في رُبوعها
حي على الوطن خير نداءُ

اقام الحرف أذانهُ وعانق اُذنها
واصغت لهُ الارض خير اصغاءُ

أضاء ضوءه للارضِ قاطبةً
وردد الفجر هذه الاصدّاءُ

وردد الطير نبرات صوتهُ
و رتل للوطن سورة الشِفاءُ
ُ
لا لهذا الليل في وطنِ مقامٌ
ولا لظلمة الظلماءِ بقاءُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق