الأربعاء، 9 مايو 2018

المبدع حسن علي المرعي // يقظانة الطلا// مجلة ملتقى الشعراء والادباء

...  يَقْظانَةُ الطِّلا  ...

تَعوَّدَ  آنَ  أنْ  عَبَرَتْ  يَقومُ
فؤادٌ مِنكِ  مَوجُوعٌ   قَديمُ

يُطاردُ  مِنكِ أخيلَةً ونَجوى
و شَيْئاً  عائِدَ الشَّكْوى  يَدومُ

يُداوِمُنيْ كما لو أنَّ طَيراً
جَريحَ الإلْفِ حَوَّامٌ حَميمُ

يُنقِّرُ مِنْكِ ناصِيَةً  عَلَيْها
دِماءٌ كانَ يُشبِعُها شَميمُ

يُناجيْ لو سَمِعتِ ولستُ أدريْ
أيقْظانُ  الطِّلا  أبَداً  يَصومُ !

ومِمّا  كانَ مِنْكِ ومِنْ  زمانٍ
حليمٌ  في   تَمَنُّعِهِ   حَكيمُ

تَوارَثَ مِنْ حَديقةِ بِيتِ عَمَّا
بِذيْ غُصُنٍ  يَتيماً لا يَتِيمُ

يُظاهِرُ زَوجَ  رُمّانٍ  عَلَيها
نَواطيرُ الهوى عَشْرٌ رُجومُ

وبدرٌ يستحي في الصُّبحِ وجهاً
وشمسٌ تَحتَ بُردَتِها  نَأُومُ

وكلٌّ في القميصِ على تِلالٍ
وإنْ مُدَّتْ يَدِيْ كُلٌّ هُجُومُ

فَأسْتَرِقُ النَّدامَةَ أيُّ كأسٍ
لها منْ غيرِ  أجنِحةٍ تَحومُ !

فَنَخْبٌ مِنْ  بِلادِ الثَّلجِ أصفى
ونَخبٌ حَيثُما  عَرِقتْ سَلُومُ

ونَخبٌ مِنْ حَليبِ اثْنَينِ صِرفٌ
ولو مُزِجَتْ تقومُ ولا تقومُ

تَكَلَّمُ عنْ  فصاحَتِها  شِفاهٌ
مِنَ الياقوتِ  لَسْناءٌ  لَثُومُ

لَعِبْتُ  بِجُلَّنارَتِها  زَماناً
إلى أنْ  عَنْقدَ الكَرزُ الحَرُومُ

فَدانَتْ يا لَما شَفَعَتْ نُهُودٌ 
وفاحَتْ يا لِما شاءَ النَّسِيمُ

وقطَّرَ مِنْ ثَناياها رُضابٌ
مِنَ الكانتْ  تُخَبِّئهُ الكُرومُ

فَعانَقتُ الجَّميعَ ولستُ أدريْ
مَتَى عنْ سَكْرَةِ الألْمى أقومُ

الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/٥/٧م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق