شعر:أحمد بو قرّاعة-تونس
أيّنَا السَّاقِي ؟
يقولُ زيغلر.."إنّ حقيقة العالم المعولم هي سلسلة من الجزر التي تنعم بالرّخاء و الثّروات في محيط من الشّعوب المشرفة على الموت.
أيّنَا السّاقي و أيّ
راحتينِ فيهما جمرٌ و ماء
راحتيَّ تسْقِيَانِ عودك البَاهِي الطريّ
أم شقوقٌ في يديّ
من عصاكَ أرّختْ إرثَ جدودي
كان مكتوبًا عليّ.
أيّنا السّاقي يمُدُّ راحتيْه
يُسْنِدُ خِلًّا إليه كلّمَا جاء المساء
ثمّ عاد ليس إلّا بالعناء
يُفْرِغُ من ركبتيه كلَّ أوجاع النّهار
للسّماء
ثمّ يلقي خبزتين للصّغارالأبرياء
و يصلّي بوضوء الصّبح أحلى ركعتين
و ينام ساعتين
ليس يَلْقى غير أطياف تروح
وتجيء في سلام تكْمد وجه الشّقاء
أيّنا يسقي أخاه عذب قطرات هَوَاه
يعصرُ القلب خُمورا
لينقّي رِئتيه
و يحوك نور عينيه رقيق الإثمد
ليُحلِّي ناظريه.
راحتاي حينما تصفو السّماء
و يكاد البحر ينأى عن رمال و شطوط
و يكاد من بخار لا يطال الكعبتين
و يكاد بالغبار يخنق كلّ الفضاء.
و الصّغار في الشّتاء يهربون
نحو هاتيك الرّمال
علّ أقدام الصّغار
بِبَلِيلِ الرّمل تلقى هَفْتَةَ الحرِّ المرير
في العظام
جسد عارٍ تلوّى كالخيوط
أوْهَنتْهُ الشّمسُ نارًا كالحروق
راحتان تُرْفَعَان
قد حنا الربُّ علينا
فالمطر..
و مياه البحر كادت تبلع حتّى الشّجر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق