الأربعاء، 30 مايو 2018

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // كؤوس الكرام // بقلم المتالق حسين صالح ملحم

بقلم… حسين صالح ملحم….

        كُؤوسُ الكِرَام

سَلامٌ عَليكُم عَليكُم سَلامْ
فبدءُ السّلامِ وخيرُ الكَلامْ

فأنتُم بقَلبي فَضاءُ التمنّي
وأنتم بِرُوحِي وُقودُ الضِّرامْ

فَصُبَّ الكؤوسَ وَعاقِر نَدِيماً
يُوازِي هواهُ ليالي الصّيامْ

سَقَى الله خلِّي خُموراً زُلاﻻً
فيُسعَد مِنها بِحُبّ السّلامْ

أَخِي إِنْ تَنَلْهَا تُلاقِي ضِياءً
كَبدرٍ تجلّى بِليلِ التّمامْ

أَمِنْ تينةٍ ياخليلي سَتَجنِي
عَرِيشَ الدّوالِي وليسَتْ مَرامْ

رَمتنِي بِسهمٍ فَنلتُ رِضَاها
فَهلْ أشتكِي مِن شَريكِ الجَمَامْ !

ورُوحِي أفاقتْ بِصَحوِ الأمانِي
وذاتي تَجلّتْ بِأبهى وِسَامْ

وقلبي استراحَ لِسفرِ الّليالي
وَكَشْفُ الغِطاءِ أضَاء الهُيامْ

شَدَونا سَهِرنا علَى قافياتٍ
شَرِبنا سَكِرنا بِدونِ الأثامْ

نَصِيبي بِحُسْنٍ يثير البَرايا
وحَرفِي نبيلٌ يرُومُ التِئامْ

أنَا إِن أُوافي بِسرّي ووَجْدِي
أخافُ العَذولَ وهتكَ المقَامْ

ولَستُ بِخافٍ عليكَ صَديقي
كُؤوسَ السّلافِ ورَشفَ المُدَامْ

حَلالٌ لِغالي حَرامٌ لِقالي
فَعِطرُ الّليالي وَزَهرُ الخُزامْ

أَفِقْ يانَديمِي وَﻻ تَستَثِرها
فبَعضُ المَعاني بِطاسٍ وَجَامْ

فَكّبِر وعَظِّم كُؤوساً بِخَمرٍ
وَكلّ الأمانِي بِمرمَى السّهامْ

وَفاخِرْ بِحَرفٍ وَصَلِّ وبارِكْ
علَى خيرِ خَلقٍ وَصَفوِ الأنامْ

ويبقَى الحَبيبُ جَميلَ المُحيّا
سَفيرَ العُلُومِ وَغيثَ الغَمَامْ

فُؤادٌ يحِلّ بِرُوحِ البَرايا
يحِلّ الأحاجِي بدونِ الحُسَامْ

غَدَونا بِحَيٍّ كَريمِ السّجَايا
نَبيلِ الخَفايا سَليلِ الكِرامْ

وَبتنَا ضيوفاً غَدونَا نباهِي
وَصُبحٌ تَولّى بِصَحبٍ عِظامْ

وَكُلّ القَوافِي إليكم تُغَنِّي
تَسيرُ ابتهاجاً وَأنتم أَمامْ

لَكُم يارِفاقي جَمِيلُ المَعانِي
وَصَفوُ الكرامِ وطيبُ الكَلامْ

فَعَهداً لِما قَد يفوقُ مَرامِي
سَأبقَى وَفِيّاً لِعشقٍ سَنَامْ

سَأحبُو وأصبُو لِرشفِ رَحيقٍ
وَما همّنِي مِن طُيورِ الظّلامْ

لكَ الله إِنْ لَم تَبُحْ بِاشتياقٍ
وَكُلّ اشتياقي إلَيكم عُرَامْ

لِعينيكَ ياصَاحبِي قَد أُوَافِي
أَميناً بِسَهمِ الصّفا والوِئامْ

وَكلّ الدّنَى رِمْشُها فِي التِيَاعٍ
بِنارِ الحبيبِ وَشَوقِ الغَرامْ

وَعَرشُ الشّبابِ يَحلُّ بِعشقٍ
ظَريفِ الوِصالِ سَريعِ الفِهامْ

إِذا ماالكرَى قَد يداعبُ جَفْناً
فعانِقْ ضياءً فَلستَ تُضَامْ

ونادِي بحَرفٍ سَخيِّ العَطايا
نَقِيٍّ تَقيٍّ أماطَ الّلثامْ

وطابَ الرّكُونُ وطابَ رُقَادٌ
وَكلّ الأنامِ بفعلٍ تَنامْ

وَبعدَ الشّموسِ يَجِئ ظلامٌ
وفَجرُ الصّباحِ يُحِبّ القِيامْ

بقلمي.. حسين صالح ملحم..
اللاذقية.. سوريا
28/5/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق