قلادةُ الوجد
بحر البسيط
------
فِي خَدِّكِ الوَردُ مَفتُونٌ عَلا قِمَمَا
وثَغرُكِ النَّردُ لَوَّاحٌ بَدا نَغَمَا
فِي عَينِكِ الدَّمعُ رَقرَاقٌ يُعذِّبُنِي
بالحِبرِ صَيَّرَنِي زَهراً لَنا شَمَمَا
فِيكِ الأمَانِي كَمِثلِ الطَّيرِ رَاحِلةً
إنِّي الغَريدُ أناجِي القلبَ والقَلَمَا
مِن دَنِّكِ الشُّهدُ عَسَّالٌ على وتَرٍ
إن كُنت ِتَصغِي لِما أهوَى ومَن نَدَما
عسَّلتُ تِبرَكِ فِي رَيحانَتِي ألقَاً
والشُّهدُ سَوَّرَ طِيباً باللِّقَا احتَدَمَا
ذاكَ الأسِيلُ مِن الأندَاءِ كَلَّلَنِي
بَلَّ الوِشَاحَ ويَعلُو المَوجَ والسَّلَمَا
يَلهُو بكِ الطَّيرُ مِن ذِكرَى مُهَدهِدَةٍ
في سَكرَةِ الوَجدِ ضَاعَ الحُلمُ وانصَرَمَا
تَبسَّمَت في الرُّبَا بَعضُ الوُردِ ومِن
طِيبِ الشَّمِيمِ سَلَوتُ الحُزنَ والألمَا
إيَّاكِ أن تَسرِقِي هَمِّي إذا هَطَلَت
مِنكِ النَّسائِمُ يَوماً والأضَا ولَمَا
الوَجدُ مَعشُوقَتِي والقلبُ مَسرَبُهُ
والعَينُ حَيرَى ولا تَقوَى لِمَن ظَلمَا
أليسَ يَسمُو الَّذي في الحُلمِ مَطلَبُهُ
بعضَ الهيامِ إلى لَميا شدَا ونَمَا
مِن ناثِرِ الحِبرِ والأقلامُ تعرِفُهُ
يهديكِ نَسغاً علَى خَدٍّ رَبَا كرَمَا
مِنِّي الحُرُوفُ على كلِّ السُّطورِ هوَت
ترنُو إليكِ ومِن مَيَّا أتَت لَمَمَا
------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق