الأحد، 19 أبريل 2020

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء...موقف ‏حازم..قصة ‏قصيرة..بقلم المتألق والمبدع ‏الأديب ‏محمد ‏الشرقاوي

موقف حازم
--------------------------------
قصة قصيرة للأديب محمد الشرقاوي ( مصر ) 
--------------------------------
وقـعت عـينـا صبحي الفاكهاني فجاءةً على المهندس حازم وهو قادمٌ من بعيد يحملُ في يده اليمنى كيسًا يميلُ قليلًا إلى الشفافيةِ لكنه لم يستطع ان يحددَ ما بداخله وهذا ما زاد من شغفِه لمعرفةِ محتواه وما هي إلا لحظات حتى كان يمر أمامه تماما.
هنا فزع صبحي وهاله ما رأى داخل الكيس، إنها فاكهةٌ وليست أيَّ فاكهةٍ، فالكيسُ مملوءٌ عن أخرِه بتفاحٍ من أجودِ الأنواعِ وأغلى الأسعار.
ينادي صبحي قائلًا : يا باشمهندس حازم . 
يرد حازم : نعم يا حاج صبحي
- أريدُ أن أتحدثَ معك.
يقتربُ حازم حتى يصلَ إليه، يمدُّ صبحي يدَه ليصافحَه ويأمرُ أحدَ الصبيةِ العاملين لديه بإحضارِ كوب من الشاي من المقهى المجاورِ فيعتذرُ حازم ويشكرُه سائلًا : ما الأمر؟
- منذ أسبوعين لم تشترِ شيئـًـا من عندنا والآن تشتري التفاح من بائعٍ أخر، فماذا حدث؟
ينظرُ إليه حازم باستغرابٍ قائلًا : ألا تعرفُ ماذا حدث؟
- لا والله، هل تخبرني؟
- نعم سأخبرُك ولكن عدني أن تشهدَ حقا.
يبتسمُ صبحي قائلًا : أعدك بذلك.
يبادلُه حازم ابتسامةً خفيفةً ثم يقولُ : منذ أسبوعين تقابلنا أمام المخبزِ ورأيتُك تتخطى دورَك وتحصلُ على الخبزِ دون أن تحترمَ طابورًا طويلاً به الكثيرُ من كبارِ السن.
يسكتُ صبحي ولا يجدُ ما يقولُه وهنا يستطردُ حازمُ قائلًا : لذلك كان قرارُ جميعِ الواقفين عدمَ التعاملِ معك.
تبدو ملامحُ الندمِ على وجهِ صبحي وبعد صمتٍ لعدةِ لحظات تجولت خلالها عيناه على أنواعِ الفواكهِ المرصوصةِ داخل المحلِ وخارجه  يبدي اعتذارَه بشدة عما فعلَ مع وعدٍ بعدمِ التكرار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق