خمر الأسى
.
.
.
وأفنانٌ بأهدابي
تحارُ لِكَمْ هي لبِثتْ
بلا مطرٍ يبللها
بلا كدٍّ ولا كدرِ!؟؟
وقلبٌ يقرأ الحيرة... يجاوبها :
تعالي يا مغفلتي
وشاهدي مرقدَ النبعِ
فينبوعٌ من السقمِ
يصبُّ وفيرَ آلامهْ
من (العينِ)* إلى الجذرِ
وأصلُ سوادِكِ أنتِ...
دماءُ المزنِ في صدري
فكفي عن حماقاتِكْ
وكوني صديقة القحطِ
تردُّ وكلها نزقٌ :
أيا قلباً لمَ القسوة؟
نديماً كنت إيانا!
أتنكرُ كأسَ خمرتنا؟
الذي ألفيتَ سكرانا
وقالوا أنّكَ الخائنْ
وفي يومٍ ستنسانا
فقلتُ لهمْ كفى كذباً
و إفكاً ثم بهتانا....
تبين أنّهمْ صدقوا
فها أنتَ الذي قالوا
عساهُ اليوم ما كانا
يئنُّ القلبُ في صمتٍ
شحيحَ النطقِ حيرانا
غبياً كنتُ لا زلتُ
ملامحُ جرحيَ الكبتُ
شديد الصمتِ لكني
أنا عاهدتُ في نفسي
شديدَ النزفِ كتمانا
أينسى منادمٌ يوماً
شريكَ الكأسِ في دمعٍ؟
لعمري أنكِ حمقى!
أنا آثَرتك نفسي
أنا استأسدت شربتنا
و نابكِ رشفُ دامعةٍ
وسامرتي كذا وجدي
وذلك مذ تراخى الليل
كي يغفو كئيباً بين أفنانك
أنا استبسلتُ تضحيةً
ونلتُ كما استحقيتُ
فإجحادٌ ونُكْرانٌ
فكفي عن حماقاتك
خذي دمعاً من الفرحِ
وخلي سوادَ آهاتٍ
يساهرني لي وحدي
أنا آثرتك نفسي
أنا استأسدت شربتنا
أنا البوحُ بلا نطقٍ
أنا الصمتُ
أنا الجذرُ
.
محاولة في شعر التفعيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق