** قصيدة بعنوان تتسابق الأشواق
===================
تتسابقُ الأشواق نحو البابِ
وتهلِّلُ الأرواحُ بالتَّرحابِ
ولوجههِ الوَضَّاءِ ترنُو أعينٌ
تشتاقُهُ من بعدِ طولِ غيابِ
قد هلَّ نورُ جمالهِ وجلالهِ
رحماتهُ سطعتْ على الأحبابِ
رمضانُ أهلاً بالعطايا والرَّجا
كلَّ الشُّهورِ تفوقُ بالأنسابِ
رمضانُ في قلبي سكبتَ سعادةً
تنسابُ عفواً من ندى الوهّابِ
وعلى فمي طعمٌ أُحسُّ بأنَّهُ
من طعمِ جنَّةِ رحمةِ التَّوابِ
رمضانُ نورُك للبرايا غامرٌ
يسقي العبادَ بخيره المُنسابِ
وترفرفُ الرَّحَمَاتُ في سرب الهدى
لتزفَّ بشرى العفو للطَّلابِ
فمضيتُ أُنشد والخشوع يلفُّني :
طوبى لعبدٍ تائبٍ أَوَّابِ
كُلُّ الجوارحِ سَبَّحَتْ في حمدهِ
والذِّكرُ طيرٌ مُنْشِدٌ برحابي
ربَّاهُ جئتكَ صائماً مُتَعَبِّداً
والقلبُ مبتهلٌ على الأعتابِ
وَجَّهتُ وجهي للسَّماءِ بلهفةٍ
ورفعتُ كفَّ ضراعةٍ لِمَتَابِ
وسألتُ ربِّي عفوَهُ وثوابَهُ
ورجوتُ غفراناً بغير حسابِ
عاهدتُه الإخلاصَ والتَّقوى معاً
ومَدَدْتُ أيدي الحبِّ بالأسبابِ
وأُذَكِّرُ النَّفسَ العّصِيَّةَ أنَّهُ
في الصَّومِ درسٌ رائعُ الآدابِ
روحي كأسرابِ الحمائم طَوَّفَتْ
في كعبةِ الرَّحمنِ تبغي صوابي
ونقشتُ قلبي في المَحَبَّةِ عاشقاً
لَزِمَ التُّقى في سُنَّةٍ وكتابِ
رمضانُ يا أملَ النُّفوسِ لأُمَّةٍ
عصفتْ بها الأرزاءُ بالإرهابِ
فالظُّلمُ يفتكُ بالأحبَّةِ و المَدى
ورياحُ " كورونا " أَتَتْ بِعَذَابِ
والجوعُ يفترسُ العبادَ فترتمي
كفريسةٍ بمخالبِ الإعطابِ
فإلى متى الأحزان تسكنُ عالمي
والكونُ يمضي مسرعاً لخرابِ ؟
رمضانُ عَلِّمْنا التَّراحمُ بيننا
ودروسَ صبرٍ في أليمِ مًصَابِ
واحملْ إلى مَلَأِ السَّماء دعاءنا
تتنزَّلُ الرَّحماتُ سَحَّ سَحَابِ
حَلِّقْ بنا في ليلةٍ قُدسِيَّةٍ
رحماتها شعّت بطيبِ جوابِ
عن ألفِ شهرٍ قد تسامى فضلها
بملائكٍ قد بَشَّرَتْ بثوابِ
رَبَّاهُ .. أكرم في الصِّيامُ وفودَنا
ورِقَابَنا أَعِتِقْ بدون عقابِ
وأَنِرْ بِقَدْسِيِّ النَّقاء قَتَامَتي
واغمرْ ضفافَ الرُّوحِ بالأطيابِ
واسقِ العِطاشَ تَكَرُّماً عَذْبَ الرِّضى
وانْضَح عواطفنا تُقى الأقْطَابِ
وبحقِّ أحمد فاكشفِ الكَربَ الَّذي
عَمَّ الأَنَامَ بِوَابِلِ الإِتْعَابِ
ولك المحامدُ في الأُمورِ جميعِها
ياسامعَ النَّجوى بدون حِجَابِ
-------------
البحر الكامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق