الجمعة، 18 أغسطس 2017

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // الحمام // بقلم المتالق عبد الزهرة خالد

الحمام
———
لا تفرقُ عندي
رائحةُ قدحِ الشاي الفارغِ
عن رائحةِ الحطبِ المزمعِ حرّقه
فوقَ سفينةِ الشتاءِ٠٠
ولا تفرقُ عندي
قوافلُ الرّيحِ المغادرةِ
الى الجنوبِ أو الشمالِ
شراعي لم يحضنْ ساريته
كلّها تبدو متساويةً
في العمرِ والإنماء
مذ عرفتُ الكتابةَ
لم أنوِ أكلَ ظهرَ الإلهةِ
عندما تبهرني موسيقى الجوعِ
على مسارحِ أمعائي
لأمسكُ قبضةً من أثرِ الرسولِ
كي أجمعَ حولي أناساً
ليسمعوا خوارَ المالِ
الذي يقطنُ زوايا جيبي٠٠
لا يفرق عندي
القارئ أم الذي يشتمُ كتاباتي
أنا مجردُ إشارةٍ من بعيدٍ
تتجهُ نحو حكايةٍ
كانَ يتلوها أحدُ الأجدادِ
اردت أن أعرفَ نهايتها
هل ماتَ البطلُ
أم سافرَ مع الأوغاد
ليخرجَ مرةً أخرى
ليشرحَ للأبناءِ
كيف كنّا ندرسُ الألفَ والباء
وشيّدنا على غلافِ القراءةِ
داراً  ودوراً
ثمَ كيف فسّرنا أنّ الدينَ أرضٌ
يعيشُ فوقها الحمامُ
لم ينته الحديثُ
طالما أرى الشواذَ يحلمونَ
بغاباتِ العري
هم يقطفونَ ثمارَ الأوهامِ
دعْهم يرسمونَ فراديسهم
على سراويلهم الداخليةِ
تكسو سيقانَهم العرجاء٠٠
""""""""""""
عبدالزهرة خالد
البصرة /١٨-٨-٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق