الأربعاء، 6 مايو 2020

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء....أيتها ‏الطفولة.... بقلم المتألقة والمبدعة الأستاذة ‏روزيت ‏عفيف ‏حداد

أيّتها الطّفولة.
أيّتها الطّفولة، تريّثي قليلا،
المشوار طويل وأنت تتعجّلين الرّحيلا،
في تلك الغرفة على الجدران عالقة،
ضحكات وذكريات تنتظر أصحابها،
لغيابهم شحبتْ وباتتْ مذهولة،
تشتاق رؤيتهم،
وحمرة خدودهم الخجولة.
تمهّلي يا طفولة،
في ربوعك أبقى أثيراً،
كتفاي خفيفان كجناحين،
أحلّق في الأحلام، تسعدني المخيلة.
تغمرني الأماني واللهفة أن أصبح كبيرا،
أستعجل الصّباحات،
أرجوها: ارفعي عن الليل سدوله،
اغمريني يا شمس ضوءاً، لا أنتظر منك دِفئا،
حضن أمّي في تدفئتي كفيلا،
يعشق أهلي ضجيجي، أمّا هدوئي،
في إشعال قلقهم كان كفيلا.
عمر الطّفولة بألف عمر،
كل يوم بألف سطر، 
على السّطر تتزاحم الأحداث،
 نغمات تملأ الوديان والجبال والسّهولا.
أيّتها الطّفولة، اصنعي المستحيلا،
الطّفل في داخلي يرفض أن يكبر،
يرفض أن يوقّع تنازلاً،
لأجمل الأيّام وهي تمتطي الأفول.
هلال العمر شارف على المحاق،
تستبيح عينيَّ الدّموع،
تعبث في عقلي الظّنون،
تنتابني المخاوف ثقيلة.
أرجوك، يا طفولة، تمهّلي قليلا،
اسرقي بعض عمر من الكهولة.

روزيت عفيف حدّاد 
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق