انتِفاضةُ الرُّوحِ
وَيلٌ لأَنامٍ ضالَّةٍ تترصَّـدُ دبيبَ الصُّراخِ
تتصاعدُ خُلسةً إلى أقبيةِ الصُّروحِ
على حافَّةِ شَعَثِ الدُّروبِ العَرجاءِ
تضطرِبُ الرُّوحُ و تكادُ أنْ تُفنى يائسةً
على ضِفافٍ أنهكَها التَّفكيرُ
ابتغاءَ المأربِ السَّعيدِ الرّفيفِ
أنَّى لنا كسرُ هذا الصِّراعِ ؟
و يعتلي الأفئدةَ ذرُّ الرَّمادِ
الفِكرُ سارحٌ في كلِّ المَطارحِ
و الجُفونُ مُرهقةٌ في كلِّ الأسفارِ
ألمْ يَئِنِ الأوانُ لأنْ تهدأَ العاصفةُ
وتتلاشى بعدَ كلِّ هذهِ المِحَنِ ؟
تُدارِكَني الخَطايا منَ المَنايا كُنهُها و أمرُّها
و أنثُرُ فوقَ الرَّوابي عبيرَ الذِّكرياتِ
أَرَقُ النَّبضِ زادَ الرُّوحَ شغفاً
و أبقَتِ الأماني فيَّ بَقِيَّةَ أَرماقٍ
فإنِّي هارعةٌ منَ دُجى الظَّلامِ
إلى نورٍ أحلُمُ بهِ بروحِ الحُورياتِ
أَبتغي أنفاساً تُذهِلُ كَياني
و رَبيعاً لعُمُرٍ لا يعقُبُهُ خَريفٌ
أتوقُ إلى الأمانِ .. إلى الصَّحوةِ
إلى السَّكينةِ و طَمأنينةِ الرُّوحِ
فما عادَ قلبي صابراً لِوَطْءِ الحَيرةِ
والقلقِ المُدبرِ في ثُقوبِ الأنفاسِ
سَئِمَتْ روحي هَولَ الجُروحِ النَّتِنةِ
وأنا أندثِرُ في أصقاعِ العُمُرِ الزَّائلِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق