الريح والمركب .
تلاعبت الريح بالمركب
وألقى بي الشوق في الغيهب
وصرت وحيدا بلا موطن
كطير غريب بلا موكب
يباعدني البين في لحظة
ويدفعني الشرق للمغرب
فأبكي على وطني ساعة
وما كان نأيه من مطلبي
تغربت عنه فهل عودة
تعيد الأهازيج للمتعب ؟
وهل هبة من عطوره تكفي
لأسبح في النور كالكوكب ؟
أحن لأفياء دوح وريف
لغير ظلاله لم أهرب
لدالية تحتها كنت أغفو
وشمس الأصائل لم تغرب
أموت اشتياقا أموت حنينا
فيا غيمة العطر لا تهربي !
فما كان ترك الأحبة دأبي
ولا هجرهم كان من مذهبي
ولكن دعتني ظروف لأنأى
فواجهت حظي ولم أرهب
وما كان نأيي اختيارا ولكن
رمانا بسهم زمان غبي !
لمن سوف أشكو اغترابي وسهدي
وقد صرت أحتاج للأقرب
فأشكوه دهرا أطاح بعرشي
ولم أك بالعائق المذنب
حنانيك يا وطن العطر إني
أتيتك كالطائر المتعب
فأي الغصون ستحمي شتاتي ؟
وأي المسارب تهتف بي ؟
أتيتك ابكي ربيعا تولى
وأحمل جرحا على منكبي
غريب أنا والمرافئ ضاعت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق